الاثنين، 29 سبتمبر 2014

العقل الباطني هو المتحكم في زمام كثير من الامور . كيف ؟

العقل الباطن , التحكم في العقل , كيف تزن تصرفات عقلك الباطني , اشياء تتعلق بالعقل الباطني .





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
المقال واضح من العنوان 
عقلك الباطني وكيف حفزوه على ما يردون, درسوك. او درسو عقلك. ومشاعرك وعواطفك. وعرفوا كيف يخلقوا في عقلك “حاجة لشراء منتجهم” مما يعني أنك ستشتري الكثير والكثير وأنت لا تحتاجه، لكن هذا لا يهمهم، فما يهم هو أرباحهم.

ومن فؤائد هذا التدريس او من العائدات التي انتجوها من ورى هذا التدريس مرض اسمه (الموضة) 

هذا يعني أنهم سيجعلوك تشعر أن السعادة هي فقط في هذا المنتج.

أن السعادة فقط وفقط في امتلاك الأشياء، والكثير منها.

أنك ستحصل على الحب والودّ من الأشياء، وخاصة الأشياء الجديدة.

أنك ستملك وتغزو قلوب الآخرين لأنك ستبدو “كشخه” وستبدو “جديدا” و على الموضة، وتملك آخر ما في السوق.

أن قيمتك الذاتية، وكفاءتك، تقاس بم تملك. سيارتك، ملابسك، هاتفك النقال، نظارتك، الطيران الذي تسافر به، الدرجة التي تسافر عليها، المطاعم التي تأكل بها، ومعجون الأسنان الذي تفرش به أسنانك!

الإعلام قاتل، الاعلام هو حرب على الذات، وعلى قيمتها. يظن الكثير أنهم لا يتأثرون بالدعايات وبالاعلانات وأنها مجرد إعلانات وأنهم لا يرونها ولا يهتمون. هذا غير صحيح ولا تستطيع نفي تأثير الإعلانات عليك. هل تعلم أن عقلك الباطن يهتم ب92% من الرسائل الموجودة في أي إعلان، بينما عقلك الواعي يهتم ب8% فقط من الرسالة؟

لو لم تستطع الإعلانات جعلك تشعر أنك تريد هذا الذي تراه في الإعلان، لما ربحت، ولما استطاعت الاستمرار. مستحيل.

الاعلانات جعلتنا شعوب استهلاكية من الدرجة الأولى، مما جعل الكثير والكثير والكثير من الناس ينسون الانسانية والروحانية، ويهتمون بشكل كبير وخطير بالماديات. وهذا هو سبب انتشار الاكتئاب والاحباط والملل في المجتمع.

هذه الاعلانات، خطورتها تكمن في أنها توصل لك رسالة، بالإضافة للنقاط التي ذكرتها أعلاه، أنك ناقص.

أنك غير كامل.

أنك بدون هذا (المنتج المعلن عنه) لن تكتمل قيمتك أو فرحتك.

ستكون متأخر عن الناس وعن المجتمع، وكل الناس سيمتلكون هذا المنتج، إلا أنت. ستبقى وحدك.

وإن لم تحصل عليه، قاتل حتى تحصل، اتعب، اتعب، واتعب وابحث في كل مكان في بلدك أو من خارجه، حتى تحصل عليه. لأنك لو فزت به، ستشعر بالكمال وبالسعادة، وستكتسب كل الحبّ الذي تطمح إليه.

هذا كلام فارغ ولا يحصل على أرض الواقع، أبدا، لكنه هو السلاح الوحيد الذي تستعمله الاعلانات لكي تشتري منها، فتربح، وتستمر، وتشتري منها، وتربح، وتستمر، وهكذا.

كلنا نعلم، ومتيقنين، أن الأشياء لا تجلب السعادة. لكننا قد ننسى أو لا نعلم، أن الأشياء كذلك لا تعطينا قيمة، لا تعطي ذواتنا حبا وتقبلا ومكانة وتقديرا. نحن أصلا نستحق التقدير لأننا بشر وهذا كاف، نحن لسنا ناقصين، لا نحتاج لأشياء تكملنا. نحن كافيين بأنفسنا.
ومن الجانب الآخر، لو أردنا مثلا أن نطور في مهاراتنا أو قدراتنا فهذا أمر رائع ومذهل،  لكن هذا لا يعني أننا غير كاملين وبنا علّة أو مرض أو نقص أو لا نستحق الحب فقط لأن لدينا بعض المهارات تحتاج لتطوير.

قيمتنا الذاتية لا تقاس بما نلبس، ولو كان الاعلام يرينا ذلك. إن أكبر دليل في هذه الأيام أننا نؤمن ونصدق هذا الأمر، هو تصرفنا، أو تصرف الكثير من الناس في برنامج الصور والفيديو، انستقرام، أي شي يُرى عند أحد، يشعر الناظر أو المشاهد أنه يرغب في امتلاكه، ويتمناه، وقلبه يتحرك، ومشاعره ترغب بشدة فيما يرى، لأن انستقرام أداة إعلامية، ووجود الصورة وشكل المنتج أو “الشيء” يجعلك تشعر أنك ستسعد لو حصلت عليه، وأنك إن لم تحصل عليه، ستظل ناقصا.

قيمتك موجودة. لو أردت أن تقسيها بمواد فأنت تؤمن أن لا قيمة لك إلا بأشياء. وهذا أقسى ما تفعل لنفسك، لقلبك، لروحك.

ما هو الحل؟

استعن بالله يعنك. يكن معك ويجعلك ترى حقائق الأمور، وهذا ما سيجعلك تفرح بحق.

الوعي هو نص الحل. الوعي يعني أن تعيي وتعلم وتعرف أنك كافي. أنت كافي لا تحتاج لأشياء تكمل قيمتك الشخصية. أنت كإنسان لك مكانة، وأول وأشرف المكانات أن الله شرفك وكرّمك.

أن الأشياء وكثرة امتلاكها وشرائها تسبب زحمة في ذهنك، ومع الوقت يعتاد عقلك على الشراء والامتلاك، تحتاج أو لا تحتاج، جيد أو غير جيد، المهم أن تشتري، وكما اعتاد عقلك على ذلك، بإمكانك أن تعوّده على عكس ذلك، وهو التوقف عن الشراء. عن شراء ما لا تحتاج وعن الشراء لمجرد الشراء وكأننا في سباق مادي.

التوقف عن كثرة متابعة بعض الحسابات الدعائية أو التي تعرض كل جديد في السوق، لأنها ستجعلك، دون أن تشعر، تنغمس في عالم الأشياء وتنسى الأمور المهمة، وتنسى العلاقات الانسانية، وعمقها الدافئ، وتنسى الحب والودّ على أصوله، وتتجه نحو عالم المشاعر المزيف، والبحث عن الرضى اللحظي والذي يتلاشى سريعا.

اتفق مع نفسك، أن تسأل نفسك كلما جال في خاطرك أن “تشتري وتقتني” شيئا، هل حقا أحتاجه؟ لا تدع الجانب المكار من العقل يتحدث، والذي يجعلك تسمع الاجابة التي تود أن تسمعها ويعمي عنك الحقيقة، وهذا الصوت الذي يحاول أن يقنعك كل يوم عندما تسمع المنبه كيف أنك متعب وتستحق الراحة ويجب أن تكمل نومك



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق